2009/10/26

أوبك وتغير المناخ

في عدد نوفمبر ٢٠٠٨ من مجلة Global Environmental Politics مقالتان تتناولان موقف أعضاء منظمة الأقطار المصدرة للبترول (أوبك)، ولا سينما السعودية، من الجهود الرامية إلى التخفيف من تغير المناخ.

يعرض (جون بارنيت)، في مقالته The Worst of Friends: OPEC and G77 in the Climate Regime المتاحة للتنزيل مجاناً، لتأثير أوبك على مواقف الدول النامية من تغير المناخ. ويشير أولاً إلى أن تغير المناخ وارتفاع أسعار النفط يضران بصحة ورفاهية الملايين من الفقراء في أنحاء العالم. ومع ذلك فإن أوبك تعارض التقليل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن حرق النفط، كما تعمل المنظمة على رفع أسعار النفط. والغريب أن دول مجموعة الـ٧٧ (وهي تحالف مجموعة من الدول النامية) كثيراً ما تؤيد مساعي أوبك لعرقلة الجهود الدولية المبذولة لمكافحة تغير المناخ. ويذكر (بارنيت) أن شركات النفط الكبرى وشركات تصنيع الأسلحة لديها مصلحة في زيادة احتمالات الصراع المسلح في الشرق الأوسط، فمن شأن التوتر والصراع أن يرفعا أسعار النفط. ورغم أنه يبدو كأن هذه المصلحة تهدد سيادة أعضاء أوبك في الشرق الأوسط، إلا أن استقرار الأنظمة الحاكمة في هذه الدول يعتمد هو الآخر على ارتفاع أسعار النفط. ثم يقدم المؤلف تفسيراً لنفوذ أوبك في مجموعة الـ٧٧ فيما يتعلق بتغير المناخ، فيقول إن أعضاء مجموعة الـ٧٧ تسعى عادة إلى الوحدة في مفاوضاتها مع الدول الكبرى، وأن الدول النامية تعتبر أعضاء أوبك الثرية، وخاصة السعودية، أبطالاً تنصرها في هذه المواجهة. ويؤكد (بارنيت) على أن هذا الموقف غير عقلاني في هذه الحالة، فإنه يتعارض مع مصلحة الدول النامية في مكافحة تغير المناخ.

وتصف (جوانا ديبليج)، في مقالتها Striving for No: Saudi Arabia in the Climate Change Regime، أنواع العرقلة التي قام بها الوفد السعودي باستمرار لمنع محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ من التوصل إلى أي اتفاق. وتشير (ديبليج) إلى أن السعودية متحالفة مع لوبيات النفط والفحم القوية في أمريكا وأستراليا. ثم تتناول المؤلفة أسباب انصياع مجموعة الـ٧٧ للموقف السعودي فتؤيد تفسير (بارنيت)، وتذكر أيضاً أن التقدم المتواضع الذي حققته الدول الكبرى في التقليل من انبعاثاتها وفي مساعدة الدول النامية على مواجهة تغير المناخ من شأنه أن يعزز موقف المعرقلين. غير أن سلطة السعودية في مجموعة الـ٧٧ ليست مطلقة، فإن الدول الآخرى الأعضاء نجحت أحياناً في عزل السعودية وإجبارها على التنازل عن بعض مواقفها في المفاوضات الدولية حول تغير المناخ.

ليست هناك تعليقات: