2009/08/31

العلاقات بين السلطة ورجال الدين

متى يتعاون رجال الدين مع السلطة، ومتى يعارضونها؟ تقترح (جولي تايلور)، في مقالتها Prophet Sharing: Strategic Interaction Between Muslim Clerics and Middle Eastern Regimes المنشورة في عدد أبريل ٢٠٠٨ من مجلة Journal of Islamic Law and Culture، والمتاحة للتنزيل مجاناً، نظرية ترمي إلى تحديد العوامل التي تحمل العلماء في الشرق الأوسط على شرعنة السلطة في بلدهم أو نقض ولائهم لها. وتفترض المؤلفة أن موقف رجال الدين من السلطة تعتمد على استراتيجيات عقلانية تهدف إلى تعزيز مكانتهم ونفوذهم في المجتمع من ناحية، وإلى الحصول على الامتيازات التي قد يوفرها لهم النظام من ناحية أخرى. وبناء على ذلك فإن المؤلفة تقدم نظرية تتنبأ بأن رجال الدين غالباً لن يؤيدوا المعارضة السياسية إلا إذا اكتسبت شعبية واسعة أولاً، وأن من شأن العلماء الذين يشغلون مواقع متوسطة في التراتب الديني أن يسبقوا النخب الدينية إلى الاعتراض على السلطة. ثم تثبت المؤلفة أن نظريتها تمكّنها من تفسير العلاقات بين السلطة ورجال الدين في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك، كما في إيران في السبعينات وفي أعقاب الثورة الإسلامية.

2009/08/27

عندما يقابل المصري دولته اليومية

لاحظتُ لتوي أن سامر سليمان، أستاذ مساعد الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، نشر في جريدة الشروق منذ عدة أشهر تلخيصاً لكتاب Political Life in Cairo's New Quarters (الحياة السياسية فى الأحياء الجديدة للقاهرة) لسلوى إسماعيل، أستاذة العلوم السياسية بجامعتي، كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن. ويشير سليمان إلى أن هذا البحث نموذج لـ« توافر العديد من الدراسات الجادة والمهمة عن مصر والتى ألفها مصريون وأجانب بلغات أجنبية التى لم تلفت انتباه المترجمين والناشرين إلا نادرا لأسباب لا أعلمها ».

2009/08/23

الإمبريالية الرسمية وغير الرسمية

يطرح (جوليان گو)، في مقالته Global Fields and Imperial Forms: Field Theory and the British and American Empires المنشورة في عدد سبتمبر ٢٠٠٨ من مجلة Sociological Theory، والمتاحة للتزيل مجاناً، السؤال التالي: لماذا اعتمدت الإمبراطورية البريطانية في الغالب على « الإمبريالية الرسمية »، أي الاستعمار والحكم المباشر العلني للمناطق الخاضعة لسيطرتها، بينما اعتمدت الإمبراطورية الأمريكية في الغالب على « الإمبريالية غير الرسمية »، أي السيطرة المقنّعة على بلاد مستقلة اسمياً؟

يشير المؤلف إلى أن كلاً من الدولتين استخدمت كلا النوعين من الإمبريالية، بالرغم من ميلها إلى أحد النوعين. ويستعرض النظريات السائدة في علم العلاقات الدولية فيثبت أنها عاجزة جميعاً عن تفسير هذه الأحداث. ثم يقدم نظرية (بيير بورديو) الاجتماعية وخاصة مفهوم « المجال »، الذي يدل على ساحة صراع على نوع معين من رأس المال، مثل رأس المال الاقتصادي أو رأس المال الرمزي (أي المكانة أو السمعة). ويذكر أن استراتيجيات كل منافس في مجال ما تعتمد على الوضع الحالي لعلاقات القوى في المجال، وأن هذه العلاقات تنتج عن الصراعات السابقة. ثم يؤكد أنه يجوز أن نعتبر العلاقات الدولية مجالاً عالمياً، وأن هذا يمكّننا من تفسير الأحداث المذكورة. ولب هذا التفسير أن بريطانيا، عندما أصبحت قوة عالمية في القرن التاسع عشر، لم تستطع أن تفرض سيطرتها إلا على مناطق خالية من البنى الاقتصادية والأمنية اللازمة للاستغلال الاستعماري، وأن احتلال هذه المناطق كان السبيل الوحيد إلى إنشاء هذه البنى. أما أمريكا فسنحت لها، بعد الحرب العالمية الثانية، أن تعتمد على بنى الاستعمار الأوروبي، فمالت إلى الاكتفاء بالدعم المالي للبلاد الأوروبية مقابل الاستفادة من مستعمراتها.

ولكن عندما انهارت الإمبراطوريات الأوروبية، لماذا اختارت أمريكا السيطرة غير الرسمية على المستعمرات السابقة، بدلاً من استعمارها علناً؟ يعزو المؤلف ذلك إلى انتشار القومية المعادية للاستعمار في المجال العالمي، فهي مكنت القوى الكبرى، وخصوصاً الاتحاد السوفيتي، من اكتساب رأس مال رمزي من خلال الاعتراض على الاستعمار. ويمكن تحويل رأس المال الرمزي إلى رأس مال سياسي. فتجنبت أمريكا استخدام الإمبريالية الرسمية أثناء الحرب الباردة، خوفاً من أن تزيد من مكانة الاتحاد السوفيتي. ويشير المؤلف إلى أن الصين تنتهج المنهج غير الرسمي الآن.

أسباب التمرد الحوثي في اليمن

قرأتُ مقالة Inscriptions of Violence in Northern Yemen: Haunting Histories, Unstable Moral Spaces، التي نشرها أيمن حميدي في عدد مارس ٢٠٠٩ من مجلة Middle Eastern Studies، لأطّلع قليلاً على أسباب التمرد الحوثي في اليمن، الذي رأيتُ أخباراً كثيرة عنه مؤخراً في الصحف والتليفزيون. ويتطرق المؤلف إلى الخلفية التاريخية والسياسية للصراع، ويعزوه في نهاية المطاف إلى تضافر عدة عوامل، وبينها تأثير الدعم السعودي للتيار السلفي في اليمن، وحرص الحكومة اليمنية على إقامة ميزان قوى بين السلفيين والزيديين، وانصياعها لسياسة الحكومة الأمريكية في المنطقة ولا سيما لما يسمى الحرب على الإرهاب.