2009/08/31

العلاقات بين السلطة ورجال الدين

متى يتعاون رجال الدين مع السلطة، ومتى يعارضونها؟ تقترح (جولي تايلور)، في مقالتها Prophet Sharing: Strategic Interaction Between Muslim Clerics and Middle Eastern Regimes المنشورة في عدد أبريل ٢٠٠٨ من مجلة Journal of Islamic Law and Culture، والمتاحة للتنزيل مجاناً، نظرية ترمي إلى تحديد العوامل التي تحمل العلماء في الشرق الأوسط على شرعنة السلطة في بلدهم أو نقض ولائهم لها. وتفترض المؤلفة أن موقف رجال الدين من السلطة تعتمد على استراتيجيات عقلانية تهدف إلى تعزيز مكانتهم ونفوذهم في المجتمع من ناحية، وإلى الحصول على الامتيازات التي قد يوفرها لهم النظام من ناحية أخرى. وبناء على ذلك فإن المؤلفة تقدم نظرية تتنبأ بأن رجال الدين غالباً لن يؤيدوا المعارضة السياسية إلا إذا اكتسبت شعبية واسعة أولاً، وأن من شأن العلماء الذين يشغلون مواقع متوسطة في التراتب الديني أن يسبقوا النخب الدينية إلى الاعتراض على السلطة. ثم تثبت المؤلفة أن نظريتها تمكّنها من تفسير العلاقات بين السلطة ورجال الدين في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك، كما في إيران في السبعينات وفي أعقاب الثورة الإسلامية.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

في الحقيقة لم أقرأ المقالة - أو على الأحرى - لمَّا أقرأها بعد. وكلما أقوله هنا مبني على مراجعتك، بان، فلا تؤاخذ علي عدم قراءة الدراسة. أعدك أني سأحاول قراءتها في أقرب وقت ممكن.

واسمح لي أن أقول لك، وفقا لملاحظاتك هنا (مُجرّد نقلٍ كانت أو رأيك الخاص) إنّ نظريتها حسب رأيي المتواضع بعيدة عن الثورة الإيرانية فلا تنس أن رجال الدين هناك هم الطبقة الحاكمة قاموا بالاستيلاء على الكرسي ولا تشارك أحدا غير رجال الدين في الحكم وعليه فلا ترجع (وأقول “ترجع” ولا “تطبّق” لأن النظرية في بعض التخصصات بصفة عامة وهنا بصفة خاصة مبنية على سوابق حقيقية قابلة للدراسة) إلى الثورة الإيرانية. وعلى كل حال، كما ذكرته أعلاه عليّ أن أقرأ المقالة.

ولكن اسمح لي أن أضيف أني لا أرى في خلاصتك إلا موقف أو مصلحة علماء الدين ولا أرى، على سبيل المثال، أن هناك مصلحة واضحة جدا من ناحية السلطة. فإن السلطة، في بعض الأحيان، قد لا تتمكن من السيطرة الكاملة على الوضْع في البلد إلا بالاستعانة برجال الدين مثلما يحصل في دولة فيها عائلة حاكمة مسؤولة عن الأمور السياسية والإدارية إلخ … وعائلة أخرى تقوم بالإشراف على الشؤون الدينية واكتساب القلوب ومراقبة أخلاق الشعب فإن هذا التحالف يعكس فعلا حاجة متبادلة بين طرفيْن (السياسي والديني) من أجل حكومة البلد.

وأما مصر، فلا أرى أن هناك طبقة دينية تساند السلطة بل مجرد أفراد فحسب ما رأيتُ فأغلبية رجال الدين يعارضون النظام الحاكم في مصر. والله أعلم وشكرا ومبروك على المدوّنة بالعربية فإنها أفضل بكثير من مدونة أخرى أيضا بالعربية لا تساهم فوائد كثيرة. وأما مدونتك فأراك مجتهدا في تشكيله وفي اختيار الموضوعات الشيقة. جون

بنجامين گير يقول...

شكراً يا جون على هذا التعليق الكريم. عليك فعلاً أن تقرأ المقالة قبل أن تحكم عليها، فرسالتي لم تكن خلاصة للمقالة وإنما كانت مجرد تنبيه إلى موضوع المقالة. ستجد في المقالة التوضيحات التي طلبتَها.